فهذا نسق جميل ولكنه غير متلاحق تلاحق النثر لفظا ومعنى، بل كل شطر فيه قائم بنفسه.
وهناك الموشح الذي يمثل بحرا شعريا واحدا كاملا قائما على قافيتين في الشطر الواحد مثل موشحة ابن بقي (?) :
يا ويح صب البرق ... له نظر وفي البكاء مع الورق له وطر
من أجل بعدي عن صحبي ... بكيت دما
كم لي هنالك من سرب ... ووصل دمى
وعسكر الليل في الغرب ... قد انهزما فهذا الموشح على البحر البسيط، وتستطيع أن تجمع أطرافه بحيث يصبح على النحو التالي:
يا ويح صب إلى البرق له نظر ... وفي البكاء مع الورق له وطر
من أجل بعدي عن صحبي بكيت دما ... كم لي هنالك من سرب ووصل دمى وكان التأثر بين الشعر والموشح متبادلا، فالموشح الشعري هو النقطة المتوسطة بين الموشحة الغنائية والقصيدة، أو هو قصيدة تنوعت فيها القوافي وانتحلت نظاما جديدا. وكذلك اثر الموشح في المحافظين الذين أحسوا أن التنويع في القافية أمر ضروري احيانا، ولذلك نرى هؤلاء المحافظين يتجهون إلى المخمسات أو إلى تخميس قصائد مشهورة، ومنهم ابن زيدون في مسمطانه أو مخمساته مثل قوله (?) :