عشنا والسلام حتى رأينا عيان ... أنفاس السلاطين في جلود الكلاب

كبار النفوس جدّا ضعاف الاسوس ... هم ناحيا والمجد في ناحيا

يرو أنهم والناس يروهم تيوس ... وجوه البلد والعمدة الراسيا

ومن مذاهبهم قول ابن شجاع منهم في بعض مزدوجاته:

تعب من تبع ذا الزمان ... أهمل يا فلان لا يلعب الحسن فيك

ما منهم مليح عاهد الا وخان ... قليل من عليه تحبس ويحبس عليك

يهبوا على العشاق ويتمنعوا ... ويستعمدوا تقطيع قلوب الرجال

وان واصلوا من حينهم يقطعوا ... وان عاهدوا خانوا على كل حال

مليح كان هويتو وشت قلبي معو ... وصيرت من خدّي لقدمو نعال

ومهدت لو من وسط قلبي مكان ... وقلت لقلبي أكرم لمن حل فيك

وهوّن عليك ما يعتريك من هوان ... فلا بدّ من هول الهوى يعتريك

حكمتوا علي وارتضيت بو أمير ... فلو كان يرى حالي إذا يبصرو

يرجع مثل در حولي بوجه الغدير ... مرديه ويتعطس بحال انحرو

وتعلمت من ساعا بسبق الضمير ... ويفهم مرادو قبل أن يذكرو

ويحتل في مطلو لو أن كان ... عصر في الربيع أو في الليالي يريك

ويمشي بسوق كان ولو بأصبهان ... وايش ما يقل يحتاج لو يجيك

حتّى أتى على آخرها.

وكان منهم عليّ بن المؤذّن بتلمسان، وكان لهذه العصور القريبة من فحولهم بزرهون من ضواحي مكناسة رجل يعرف بالكفيف، أبدع في مذاهب هذا الفنّ. ومن أحسن ما علق له بمحفوظي قوله في رحلة السلطان أبي الحسن وبني مرين إلى إفريقية يصف هزيمتهم بالقيروان، ويعزّيهم عنها ويؤنسهم بما وقع لغيرهم بعد أن عيّبهم على غزاتهم إلى إفريقية في ملعبة من فنون هذه الطريقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015