وأنتم من بكى منكم إذا تم عام ... يقول عناني ذا البكا والنواح

قلت يا حمام لو خضت بحر الضنى ... كنت تبكي وترثي لي بدمع هتون

ولو كان بقلبك ما بقلبي أنا ... ما كان يصير تحتك فروع الغصون

اليوم نقاسي الهجر كم من سنا ... حتى لا سبيل جمله تراني العيون

ومما كسا جسمي النحول والسقام ... أخفاني نحولي عن عيون اللواح

لو جتنى المنايا كان يموت في المقام ... ومن مات بعد يا قوم لقد استراح

قال لي لو رقدت لا وراق الرياض ... من خوفي عليه ودا النفوس للفؤاد

وتخضبت من دمعي وذاك البياض ... طوق العهد في عنقي ليوم التناد

أمّا طرف منقاري حديثو استفاض ... بأطراف البلد والجسم صار في الرماد

فاستحسنه أهل فاس وولعوا به ونظموا على طريقته، وتركوا الإعراب الّذي ليس من شأنهم، وكثر سماعه بينهم واستفحل فيه كثير منهم ونوّعوه أصنافا إلى المزدوج والكازي والملعبة والغزل. واختلفت أسماؤها باختلاف ازدواجها وملاحظاتهم فيها. فمن المزدوج ما قاله ابن شجاع من فصولهم وهو من أهل تازا:

المال زينة الدنيا وعز النفوس ... يبهي وجوها ليس هي باهيا

فها كل من هو كثير الفلوس ... ولوه الكلام والرتبة العاليا

يكبر من كثر ما لو ولو كان صغير ... ويصغر عزيز القوم إذ يفتقر

من ذا ينطبق صدري ومن ذا تغير ... وكاد ينفقع لولا الرجوع للقدر

حتى يلتجي من هو في قومو كبير ... لمن لا أصل عند وو لا لو خطر

لذا ينبغي يحزن على ذي العكوس ... ويصبغ عليه ثوب فراش صافيا

اللي صارت الاذناب أمام الرءوس ... وصار يستفيد الواد من الساقيا

ضعف الناس على ذا وفسد ذا الزمان ... ما يدروا على من يكثروا ذا العتاب

اللي صار فلان يصبح بو فلان ... ولو رأيت كيف يردّ الجواب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015