وأشقر، أبي الخلق، والوجه الطّلق أن يحفر، كأنّما صيغ من العسجد، وطرف بالدّر وأنعل بالزبرجد، ووسم في الحديث بسمة اليمن والبركة [1] ، واختصّ بفلج [2] الخصام، عند اشتجار المعركة، وانفرد بمضاعف السّهام، المنكسرة على الهام، في الفرائض المشتركة [3] ، واتّصف فلك كفله بحركتي الإرادة والطّبع من أصناف الحركة، أصغى إلى السّماء بأذن ملهم، وأغرى لسان الصّهيل- عند التباس معاني الهمز والتّسهيل- ببيان المبهم، وفتنت العيون من ذهب جسمه، ولجين نجمه، بالدّينار والدّرهم، فإن انقضّ فرجم، أو ريح لها حجم، وإن اعترض فشفق لاح به للنّجم نجم.
وأصفر قيّد الأوابد الحرّة، وأمسك المحاسن وأطلق الغرّة، وسئل من أنت في قوّاد الكتائب، وأولي الأخبار العجائب؟ فقال: أنا المهلّب بن أبي صفرة [4] ، نرجس هذه الألوان، في رياض الأكوان، تحثى به وجوه الحرب العوان [5] ، أغار بنخوة الصّائل [6] ، على معصفرات الأصائل [7] ، فارتداها، وعمد إلي خيوط شعاع الشّمس، عند جانحة الأمس، فألحم منها حلّته وأسداها، واستعدت عليه تلك المحاسن فما أعداها، فهو أصيل تمسّك بذيل اللّيل عرفه وذيله، وكوكب يطلعه من الفتام ليله، فيحسده فرقد [8] الأفق وسهيله [9] .