تاريخ ابن خلدون (صفحة 4615)

وصفرة اللّون، إنّما هي كرامة فاروقيّة، وأثارة [1] من حديث سارية [2] وبقيّة، سفر وجهها في الأعقاب، بعد طول الانتقاب، وتداول الأحقاب، ولسان مناب، عن كريم جناب، وإصابة السّهم لسواه محسوبة، وإلى الرّامي الّذي سدّده منسوبة، ولا تنكر على الغمام بارقة، ولا على المتحقّقين بمقام التّوحيد كرامة خارقة، فما شاءه الفضل من غرائب برّ وجد، ومحاريب خلق كريم ركع الشّكر فيها وسجد، حديقة بيان استثارت نواسم الإبداع من مهبّها، واستزارت غمائم الطباع من مصبّها، فآتت أكلها مرّتين بإذن ربّها، لا. بل كتيبة عزّ طاعنت بقنا [3] الألفات سطورها، فلا يرونها النّقد ولا يطورها [4] ، ونزعت عن قسيّ النّونات خطوطها، واصطفّت من بياض الطّرس [5] ، وسواد النّفس، بلق [5] تحوطها.

فما كأس المدير، على الغدير [6] ، بين الخورنق [7] والسّدير [8] ، تقامر بنرد [9] الحباب، عقول ذوي الألباب، وتغرق كسرى في العباب [10] ، وتهدي،- وهي الشّمطاء [11]- نشاط الشّباب، وقد أسرج ابن سريج [12] وألجم، وأفصح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015