وفي حديث آخر أنه قال ما أتيت الركن اليماني قط إلا وجدت عنده جبريل عليه السلام قائما يقول يا محمد استلم، وفي حديث آخر أنه قال ما أتيت الركن اليماني قط إلا وجدت عنده جبريل وهو يقول يا واحد يا ماجد لا تسلبني نعمة أنعمت بها علي، وفي حديث أبن عباس قال وقف جبريل عليه السلام وعليه عصابة خضراء قد علاها الغبار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا الغبار الذي علا عصابتك أيها الروح الأمين قال ان الملائكة أمروا بزيارة هذا البيت فازدحمت على الركن فهذا الغبار الذي ترى ما تثير الملائكة بأجنحتها.
وروي أن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه سلم قال ان الله عز وجل ينزل كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة على هذا البيت ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناضرين.) والباب الكريم (مرتفع من الأرض بأحد عشرا شبرا أو نصف وهو من فصة مذهبة الصنعة رائق الصفة يستوقف الأبصار حسنا وخشوعا للمهابة التي كسا الله بيته وعضادته كذلك والعتبة العليا كذلك وعلى رأسها لوح ذهب خالص إبريز في سعته مقدار شبرين وللباب نقرتا فضة كبيرة تان يتعلق عليها قفل الباب وهو ناظر للشرق وسعته ثمانية أشبار وطوله ثلاثة عشر شبرا وغلظ الحائط الذي ينطوي عليه الباب خمسة أشبار وداخل البيت المكرم مفروش بالرخام المجزع وحياطنه كلها رخام مجزع قد قام على ثلاثة أعمدة من الساج مفرطة الطول متوسطة فيه وبين الأعمدة أقواس من الفضة عددها ثلاثة عشر، واحدها من ذهب خالص وظاهر البيت كله من الأربعة الجوانب مكسو ستورا من الحرير الأكحل وفي أعلاها رسم بالحرير الأبيض فيه مكتوب:) ان أول بيت وضع الناس الذي ببكة مباركا وهدي للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فان الله غني عن العالمين (، واسم الخليفة الإمام وفي سعته قدر ثلاثة أذرع يطيف بها كلها قد شكل في هذه الستور من الصنعة الغريبة أشكال محاريب رائقة ورسوم مقروة مرسومة بذكر الله تعالى وبالدعاء للإمام العباسي الآمر بإقامتها وعدد الستور من الجوانب الأربعة أربعة وثلاثون سترا، وقد وصلت كلها فجاءت كأنها ستر واحد يعم الجوانب الأربعة محيطة الأعلى والأسفل وثيقة العرى والأزرار لا تخلع إلا من عام إلى عام عند تجديدها، فسبحان من خلد لهذا البيت الكريم الشرف إلى يوم القيامة) والبيت العتيق (مبني بالحجارة الكبار الصم قد رص بعضها على بعض وألصقت بالعقد الوثيق إلصاقا لا تحيله الأيام ولا تفصمه الأزمان وله خمسة مضاو عليها زجاج عراقي بديع النقش وفيه باب يسمى باب الرحمة يصعد منه إلى سطح البيت الكريم داخله الأدراج ولمعاينة البيت الكريم هول يشعر النفوس الذهول، ويطيش الأفئدة والعقول، فلا تبصر إلا لحظات خاشعة وعبرات هامعة وألسنة إلى الله تعالى داعية ضارعة لا يمل النظر إليه ولا يسأم الطواف به، ولا يبرح التلفت له، ولا تزال القلوب مشغوفة بحبه إذا غابت عنه أبدا) هذا البيت المكرم (وهو عروس الفلك الأرضي، واقتضى النص أنه أول موضع للناس.
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع الناس فقال المسجد الحرام ثم بيت المقدس وسئل كم بين وضعهما فقال أربعون سنة وفي الخبر أول ما خلق الله القلم وأول مسجد وضع في الأرض المسجد الحرام وأول جبل وضع في الأرض أبو قيبس وقيل ان وقيل ان أول من بناه في الأرض آدم عليه السلام ولما أهبط من الجنة قالت له الملائكة طف حول هذا البيت فقد طفنا به قبلك بألفين ودحيت الأرض من تحته، وقيل أول من بناه إبراهيم عليه السلام ثمن بناه قوم من العرب من جرهم ثم هدم فبنته العمالقة ثم هدم فبنته قريش.