السَّحَابِ تَلْمَعُ، هَكَذَا نَصُّ العُبَابِ، وَفِي المُحْكَمِ: عَسَاقِيلُ السَّرَابِ: قِطَعُهُ، لَا وَاحِدَ لَهَا، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:
(كَأَنَّ أَوْبَ ذِرَاعَيْها وَقد عَرِقَتْ ... وَقد تَلَفَّعَ بالْقُورِ الْعَسَاقِيلُ)
ويُرْوَى:
(عَيْرَانَةُ كأَتَانِ الضَّحْلِ نَاجِيَةٌ ... إِذا تَرَقَّصَ بالْقُوْرِ الْعَسَاقِيلُ)
والْقُورُ: الرُّبَا، أَي قد تَغَشَّاهَا السَّرابُ، وغَطَّاهَا، وَهَذَا مِنَ المَقْلُوبِ، لأَنَّ القُورَ هِيَ الَّتِي تَلَفَّعَتْ بالْعَساقِيلِ. وعَسَاقِلُ: جَمْعُ عَسْقَلَةٍ، وعَسَاقِيلُ: جَمْع عُسْقُولٍ، وقالَ ابنُ سِيدَه: أرادَ: وَقد تَلَفَّعَتِ)
الْقُورُ بالْعَسَاقِيلِ، فقَلَبَ، وَقد ذُكِرَ فِي ق ور، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وقِطَعُ السَّرَابِ عَسَاقِلُ، قالَ رُؤْبَةُ: جَرَّدَ مِنْهَا جُدَداً عَسَاقِلاَ تَجْرِيَدَكَ المَصْقُولَةَ السَّلاَئِلاَ يَعْنِي المِسْحَلَ، جَرَّدَ أُتُناً أَنْسَلَتْ شَعَرَها، فخَرَجَتْ جُدَداً بِيضاً، كَأَنَّها عَسَاقِلُ السَّرَابِ. قلتُ: فظَهَرَ مِمَّا تَقَدَّمَ أَنَّ الْعَساقِلَ والْعَسَاقِيلَ اسْمٌ لِقِطَعِ السَّرابِ لَا السَّحَابِ، وكَأَنَّ المُصَنِّفَ قَلَّدَ الصَّاغانِيُّ على عَادَتِهِ. وعَسْقَلاَنُ: د، بِسَاحِلِ بَحْرِ الشَّامِ، لَهُ سُوقٌ، تَحُجُّهُ النَّصَارَى، فِي كُلِّ سَنَةٍ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(كَأَنَّ الْوُحُوشَ بِهِ عَسْقَلاَ ... نُ صَادَفَ فِي قَرْنِ حَجٍّ دِيَافَا)
شَبَّهَ ذلكَ المَكانَ لِكَثْرَةِ الوُحُوشِ بِسُوقِ عَسْقَلانَ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: عَسْقَلاَنُ: مِنْ أَجْنَادِ الشَّامِ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهِي عَرُوسُ الشَّامِ، وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: هِيَ مِنْ فِلَسْطِينَ، وَفِي اللُّبَابِ: وبِها كانَ دَارُ إِبْراهِيمَ عليْهِ