خالَفَ هُنَا اصْطِلاحَه، قَالَ شَيخُنا: فوَزْنُه على مَا قَالَ فِعْلَلِّين من مزيدِ الخُماسِيِّ، وَهُوَ قَلِيلٌ، وقِيلَ: إِنّه من مَزِيدِ الرُّباعِي، فوزنه إِفْعَلَين بزيادَةِ الهَمْزَةِ، وَفِي كِتابِ مُعاوِيَةَ رَضِي الله تعالَى عَنهُ إِلى قَيصَرَ مَلِكِ الرُّومِ لَمّا بَلَغَه أَنَّهُ أَرادَ أَنْ يَغْزُوَ بِلادَ الشّامِ أَيّامَ فِتْنَةِ صِفِّين: لَئنْ تَمَّمْتَ على مَا بَلَغَني مِنْ عَزْمِكَ لأُصالِحَنَّ صاحِبِي، ولأَكُونَنَّ مُقَدِّمَتَهُ إِليكَ، ولأَجْعَلَنَّ القسطَنْطِينِيَّةَ البَخْراءَ حُمَمَةً سَوْداءَ، ولأَنْتَزِعَنَّكَ منِ المُلْكِ انْتِزاعَ {الإصْطَفْلِينَةِ، ولأرُدَّنَّكَ إِرِّيسًا من الأرارِسَةِ تَرعَى الدَّوْبَلَ أَي الخِنْزِيرَ، وَقَالَ شَمِرٌ: الإِصْطَفْلِينَةُ كالجَزَرَةِ، وَلَيْسَت بعَرَبيَّةٍ مَحْضَة لأَنّ الصادَ والطّاءَ لَا تَكادانِ تَجْتَمِعانِ فِي مَحْضِ كَلامِهم، وَإِنَّمَا جاءَ فِي الصِّراطِ والإصْطَبلِ والأصْطُمَّة وأَنّ أصُولَها كُلَّها السينُ. قُلتُ وذَكَرَهَا الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الهمزةِ وغيرُه فِي الصّادِ على أَصْلِيَّةِ الهَمْزَةِ وزيادَتِها.
واستدْرَك شيخُنا هُنَا:} إِصطخْل كإِصْطبل، قَالَ: وتُقالُ بالرّاءِ: قريَةٌ من قرَى سجِستان، وجَوَّز بعضُهم فتح الهَمْزةِ، مِنْهَا أَبو سَعِيدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِصْطَخْرِيُّ شيخُ الشّافِعِيَّةِ ببَغْدادَ، كَانَ زاهِدًا مُتقلِّلاً من الدنْيا، توفّي سنة.
قلتُ: لم أَرَ من ذكرَ فِي إصْطخْرَ إِصْطخْل، باللامِ، وإِنما قَالُوا: إِن النّسبَة إِليها إِصْطَخْرِيٌّ وِإصْطخْرَزِي، وَهِي كُورَةٌ واسِعَةٌ بفارِسَ مُشْتمِلةٌ على قُرًى كالبَيضاءِ ودَرَابْجِردَ، لَا قريَةٌ من سِجِستان، كَمَا زَعَمَهُ شَيخُنا، وبينَ إِصْطَخْرَ وشِيرازَ اثْنا عَشَرَ فَرسَخًا، وأَما أَبُو سَعِيدٍ الَّذِي ذَكَرَه فَهُوَ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيدَ بنِ عِيسَى بنِ الفَضْلِ الإِصْطَخْرِيُّ القاضِي وُلِدَ سنة، وَتُوفِّي سنة، وأَما الَّذِي توفّي سنة ووُصِفَ بالزّهْدِ والتَّقْلِيد فَهُوَ أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ داناج الإِصْطَخْريُّ الَّذِي سَكَنَ بمِصْرَ وماتَ بِها فِي التّارِيخ المَذْكُورِ، وَقد اشْتَبَه على شَيخِنا، فتأمّلْ ذَلِك.
{الإِطِلُ، بالكَسرِ وبكَسرَتَين كإِبْلٍ، وإبل: الخاصِرَةُ كُلّها، وَقيل: مُنْقَطَعُ الأضْلاعِ من الحَجَبَة ج:} آطالٌ بالمَدِّ