كتاب الله نبأ صدق ما وعدهم في قوله تعالى: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت: 53] .
وإذا بالوعد يتحقق، [انظر فصل: البينة العلمية] .
ومن العلامات الإلهية في القرآن كونه محفوظا من التغيير والتبديل، مع مرور الأزمنة المتطاولة على نزوله، وكثرة المعادين والحاقدين والخصوم المتربصين به وبأهله، ومع ذلك لم تنله يد التغيير والتبديل، وما حصل من محاولات التحريف باءت جميعها بالفشل.
فهو محفوظ على مستوى الحرف الواحد بل على مستوى حركة الحرف الواحد، وإنك لتسمع القرآن اليوم يذاع من إذاعات العالم المختلفة ومن الدول المعادية للإسلام «1» ، فإذا هو القرآن المعروف الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا كله تصديق لوعد الله سبحانه الذي تكفل بحفظه فقال سبحانه:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (9) [الحجر: 9] .
وهناك علامات أخرى تدل المنصف العاقل أن القرآن ليس من عند محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن ذلك: ما نزل من القرآن بعد طول انتظار:
فقد حصلت في عهد النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حوادث مهمة وحرجة كانت تستدعي بيانا سريعا لها، وكان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقع في موقف حرج فيها، ومع ذلك كان ينتظر حتى يأتيه الوحي والبيان من الله لتلك