[6] علومه الواسعة:

اشتمل القرآن على علوم ومعارف تهدي البشر إلى طريق الحق والصواب والسعادة في جميع شؤونهم في حياتهم الدنيا والآخرة، وتجنبهم الشر بحذافيره، في كل زمان ومكان، وقد بلغت هذه العلوم من دقة المعلومات، وصحة الأخبار، ونبالة القصد، ونصاعة الحجة، وحسن الأثر، وعموم النفع مبلغا يستحيل على محمد صلى الله عليه وسلم- وهو رجل أمّي نشأ بين أمّيين- أن يأتي بها من عند نفسه، بل يستحيل على أهل الأرض جميعا من علماء وأدباء وفلاسفة وأخلاقيين أن يأتوا بمثلها من تلقاء أنفسهم ولو تظاهروا على ذلك (?) ، فالعلوم التي في القرآن تدل كل عاقل ومنصف على أنه من عند الله، ولا يمكن أن تكون من عند غيره، ونضرب لك ثلاثة أمثلة مما احتوى عليه من العلوم:

(أ) إخباره بالغيب الماضي والحاضر والمستقبل: (?)

فمن إخباره بالغيب الماضي: إخباره بقصص الأمم السابقة التي لم يشهدها محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو قومه، مثل قصة نبي الله نوح عليه السّلام مع أمته التي كانت من أقدم الأمم على الأرض. فقد دعا نوح عليه السّلام قومه إلى عبادة الله سبحانه وترك عبادة غيره، واستمر على ذلك مدة طويلة بلغت ألف سنة إلا خمسين عاما، ومع ذلك لم يستجب له إلا قليل من الناس، فدعا ربه أن ينصره على من عاداه، فأنزل الله مطرا غزيرا من السماء وفجر الأرض عيونا فاغرق الكافرين، ونجى الله المؤمنين على سفينة مع نوح عليه السّلام.

وأخبر الله سبحانه نبيه في القرآن بعد أن ذكر قصة نوح عليه السّلام مع قومه في سورة هود أن هذه القصة من أخبار الغيب التي لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم يعلمها ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015