وقال: وكم احتاجت وتحتاج الأديان السابقة إلى علماء ومبشرين وشواهد وحجج وبراهين لحض الخلق على اعتناقها. إذ ليس لديها ما هو منظور محسوس يثبت أصولها في القلوب.. أما الإسلام فقد غني عن كل ذلك بالقرآن فهو أعلم معلّم وأهدى مبشر، وهو أصدق شاهدا وأبلغ حجة وأدمغ برهانا.. هو المعجزة الخالدة خلود الواحد الأزلي المنظورة المحسوسة في كل زمان.
ثم نظم قصيدة يبين فيها إعجاز القرآن وعظمته «1» .
للناس آراء ومقررات في حالات الضعف أو الخوف أو الضيق أو الفقر أو القلة أو نقص المعلومات، وترى تلك الآراء والمقررات تتغير إذا تبدل حال الإنسان إلى العكس مما سبق، وترى هذا في كل عمل بشري، لكن لا تجد أثرا لشيء من هذا الاختلاف في كتاب الله. لأنه من كلام الذي لا تغيره الأحوال سبحانه، ولا يشوب علمه النقص، قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82) [النساء: 82] .
مع أن القرآن كتاب ضمّ طوال السور وقصارها، ونزل في فترات متقطعة، وفي ظروف مختلفة وشمل علوما متعددة، وتحدث عن آفاق واسعة، تجده يصدق بعضه بعضا ويكمل آخره أوله «2» .