كبرى، إنها لم تكن من نوع الحرب، بل من نوع الدعاية المسلحة، فكانت على ذلك عمليات انتحارية غالية الثمن إذ فقد نصف القيادة حياته فيها.

أما في الكرامة، فالأمر يختلف، إذ استطاعت فئة من المتطوعين الفلسطينيين سد الطريق على وحدة مدرعة إسرائيلية تساندها وحدة من المظلات)).

وهكذا نرى أن (ماعون العدم) صمد فعلا، حتى إن القيادة الإسرائيلية ساومت مرغمة لتخليص جيشها من المأزق، بأن يترك السبيل لجيشها في الرجوع على أن يترك عتاده على أرض المعركة، وقبلت إسرائيل الشرط الذي قدمته (منظمة فتح).

وليس لسبب غير هذا، أن اختصاصي (لعبة الأمم) لجؤوا بعد الكرامة إلى مناورات حيكت خيوطها في عمان.

لكن قوة لا تستطيع تحطيم (ماعون العدم)، ولعل هذا ما دفع (روسي) لتخصيص الفصل الأخير من كتابه لـ (نشيد العالم).

إن القول الذي يقال عن كتاب مفيد إنه يستحق مكانه في مكتبة الرجل الظريف، قول صحيح ولكننا نقول إن كتاب (مفاتيح الحرب)، يستحق مكانه على مكتب كل مسؤول في السياسة العربية، ليس فحسب لأنه يجد فيه (الإبرة المغنطيسية)، التي تضعه في الإتجاه الصحيح بالنسبة لقضية فلسطين في محتواها العربي، ولكن ليقدر به أيضاً أهميتها الدولية في فترة لا نرى فيها الفدائي يمسك (في مشرب بندقيته) وجوده فحسب، بل ربما أيضاً السلم العالمي.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015