عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن حزم، الْحَافِظ، الْفَقِيه على مَذْهَب أهل الظَّاهِر، برع فِي الْفِقْه، والْحَدِيث، والتاريخ، والآداب، وَهُوَ من بَيت وزارة، ووزر بِنَفسِهِ لبَعض مُلُوك الأندلس، ثمَّ تخلى لطلب الْعلم والانفراد لَهُ، ومولده آخر يَوْم من رَمَضَان، سنة أَربع وثماني وثلاثمائة، وَمَات سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
هَؤُلَاءِ هم الَّذين ذكر أَبُو مُحَمَّد عَنْهُم فِي كِتَابه مَا ذكر، إِلَّا أَن مِنْهُم من لم ير لَهُ كتابا، وَإِنَّمَا نقل مَا نقل عَنْهُم من عِنْد من ذكره عَنْهُم، فَعَزاهُ هُوَ إِلَيْهِم، وَقد كَانَ الْأَكْمَل أَن لَا يفعل، وَإِن كَانَ قد بَين ذَلِك فِي بَعضهم.
وَهَؤُلَاء الَّذين لم ير كتبهمْ، هم: حَمَّاد بن سَلمَة، ووكيع، وَأَبُو سعيد بن الْأَعرَابِي، وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ، وقاسم بن أصبغ، والخشني، وَابْن أَيمن، وَسَعِيد بن مَنْصُور، وَابْن [حزم فِي الإيصال، وَمُحَمّد بن] إِسْحَاق، وَابْن حبيب، وَسَعِيد بن مَنْصُور، وَابْن الْأَعرَابِي، ووكيع، وَابْن أَيمن بِوَاسِطَة ابْن حزم، وَعَن قَاسم تَارَة بواسطته، وَتارَة بِوَاسِطَة ابْن مدير عَن ابْن الطلاع عَنهُ، وَكَذَلِكَ مَا نقل عَن أبي سعد الْمَالِينِي، وَقد صرح بِمن أخبرهُ عَن كِتَابه، فَاعْلَم ذَلِك، وَالله الْمُوفق.
قد فَرغْنَا من تَرْتِيب مَا وجدنَا فِي الْكتاب الْمَذْكُور بالترتيب الصناعي، فَمَا بَقِي من أَمْثَاله وَجب إِلْحَاقه بِهِ، وَبَقِي علينا أَن نذْكر جَمِيع مَا مر ذكره فِي