وَهُوَ أَعنِي ابْن حزم قد جرت عَادَته بتفسير من يَقع فِي الْإِسْنَاد، مُحْتَاجا إِلَى التَّعْرِيف بِهِ، فقد يكون مِنْهُ فِي ذَلِك أَوْهَام وجدنَا لَهُ من ذَلِك كثيرا ضمناه بَابا مُفردا [فِي كتاب ألفناه فِي ذَلِك، وَذَلِكَ كتفسيره] حَمَّاد، بِأَنَّهُ ابْن زيد وَيكون ابْن سَلمَة، والراوي عَنهُ مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، وَتَفْسِير شَيبَان بِأَنَّهُ ابْن فروخ، وَإِنَّمَا هُوَ النَّحْوِيّ، وَهِي قبيحة جدا، فَإِن طبقتهما لَيست وَاحِدَة، وَتَفْسِير دَاوُد عَن الشّعبِيّ بِأَنَّهُ الطَّائِي، وَإِنَّمَا هُوَ ابْن أبي هِنْد.
وَأَشْبَاه هَذَا كثير، قد بَيناهُ، ودللنا على موَاضعه من كِتَابه فِي الْبَاب الْمَذْكُور.
وَهَذَا الَّذِي اعتراه فِي هَذَا الحَدِيث، هُوَ أَيْضا من ذَلِك الْقَبِيل، وَمن مَضْمُون ذَلِك الْبَاب، قَلّدهُ فِيهِ أَبُو مُحَمَّد فَأَخْطَأَ لخطئه فِيهِ، وبخطأ نَفسه فِي تَقْلِيده إِيَّاه، وَالْأَمر فِيهِ أبين شَيْء أَنه لَيْسَ بالقراطيسي، وَمن لَا يعرف هَذِه الصِّنَاعَة، يظنّ هَذَا منا خطأ، وَمن أبي مُحَمَّد صَوَابا، وَلَو أَن من يُنكر علينا هَذَا [يمن] على نَفسه بمطالعة كتاب الطَّحَاوِيّ، تبين لَهُ فِي أعداد من الْأَسَانِيد بَيَانا شافياً أَنه أَعنِي يُوسُف بن عدي لَيْسَ بالقراطيسي، وَأَن القراطيسي لَيْسَ بِيُوسُف بن عدي، وَذَلِكَ بتصفح رُوَاته من فَوق وأسفل، وَاعْتِبَار الْمَوَاضِع الَّتِي لم ينْسبهُ فِيهَا بِالَّتِي نسبه فِيهَا، وَأَنه أَعنِي القراطيسي إِنَّمَا هُوَ يُوسُف بن يزِيد.
فَأَما يُوسُف بن عدي، هَذَا الَّذِي يروي عَنهُ ابْن خُزَيْمَة، فَرجل آخر، وَمُحَمّد بن خُزَيْمَة كثير الرِّوَايَة عَنهُ، وَهُوَ أول رجل وَقع اسْمه فِي كتاب