قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: لم يثبت من أَمر الباغندي مَا يعاب بِهِ سوى التَّدْلِيس، وَرَأَيْت كَافَّة شُيُوخنَا يحتجون بحَديثه ويخرجونه فِي الصَّحِيح انْتهى كَلَام الْخَطِيب.
وَقَوله عِنْدِي أعدل مَا قيل فِيهِ، فالحمل عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ تعسف.
وَمِمَّنْ ذكر ذَلِك عَنهُ أَبُو أَحْمد بن عدي، قَالَ: سَمِعت مُوسَى بن الْقَاسِم ابْن مُوسَى بن الْحسن الأشيب يَقُول: حَدثنِي أَبُو بكر، قَالَ سَمِعت إِبْرَاهِيم الْأَصْبَهَانِيّ يَقُول: أَبُو بكر الباغندي كَذَّاب.
قَالَ أَبُو أَحْمد: وللباغندي أَشْيَاء أنْكرت عَلَيْهِ من الْأَحَادِيث، وَكَانَ مدلساً، وَأَرْجُو أَنه لَا يتَعَمَّد الْكَذِب.
وَالْمَقْصُود أَن تعلم أَن مَا ترك أَبُو مُحَمَّد من الْإِسْنَاد وطوى ذكره، أَدخل فِي بَاب مَا ينظر فِيهِ ويبحث عَنهُ، من الْقطعَة الَّتِي ذكر مِنْهُ.
وَقد صحت من الحَدِيث الْمَذْكُور قِطْعَة بِرِوَايَة غير سُوَيْد بن سعيد، من أجلهَا ذكرنَا الحَدِيث. فِي هَذَا الْبَاب، وَهِي مَا ذكر أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده، قَالَ: حَدثنَا عبد الحميد - يَعْنِي ابْن الْحسن الْهِلَالِي الْمَذْكُور - حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن جَابر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا وقى بِهِ الْمُؤمن عرضه فَهُوَ صَدَقَة ".
(2450) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " من سكن الْبَادِيَة جَفا " الحَدِيث.