قَالَ لنا ابْن الْمثنى: بَلغنِي أَن عبد الْغفار رَجَعَ عَنهُ.
وَقَالَ الْحميدِي: قَالَ سُفْيَان - يَعْنِي ابْن عُيَيْنَة - كَانَ فِي حفظه - يَعْنِي فِي حفظ عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل - شَيْء، فَكرِهت أَن ألقنه.
وَلما ذكر يزِيد بن أبي زِيَاد فِي حَدِيث الْبَراء زِيَادَة: " ثمَّ لم يعد " فِي رفع الْيَدَيْنِ، خَافَ عَلَيْهِ ابْن عُيَيْنَة أَيْضا أَن يكون تلقنها مِمَّن لقنه إِيَّاهَا، فحذرت مِنْهُ لاحْتِمَال حَاله لذَلِك.
وَقَالَ الرامَهُرْمُزِي: حَدثنَا عبيد الله، حَدثنَا الْقَاسِم بن نصر، قَالَ: سَمِعت خلف بن سَالم يَقُول: حَدثنِي يحيى بن سعيد قَالَ: قدمت الْكُوفَة وَبهَا ابْن عجلَان، وَبهَا مِمَّن يطْلب الحَدِيث مليح بن وَكِيع، وَحَفْص بن غياث، وَعبد الله بن إِدْرِيس، ويوسف بن خَالِد السَّمْتِي، فَقُلْنَا: نأتي ابْن عجلَان، فَقَالَ يُوسُف بن خَالِد: نقلب على هَذَا الشَّيْخ حَدِيثه فَنَنْظُر تفهمه، قَالَ: فقلبوا، فَجعلُوا مَا كَانَ عَن سعيد، عَن أَبِيه، وَمَا كَانَ عَن أَبِيه، عَن سعيد، لَكِن ابْن إِدْرِيس تورع، وَجلسَ بِالْبَابِ، وَقَالَ: لَا أستحل، وَجَلَست مَعَه، وَدخل حَفْص ويوسف ومليح، فَسَأَلُوهُ فَمر فِيهَا، فَلَمَّا كَانَ عِنْد آخر الْكتاب، انتبه الشَّيْخ فَقَالَ: أعد الْعرض، فَعرض عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا سَأَلْتُمُونِي عَن أبي، فقد حَدثنِي سعيد بِهِ، وَمَا سَأَلْتُمُونِي عَن سعيد، فقد حَدثنِي بِهِ أبي، ثمَّ أقبل على يُوسُف بن خَالِد فَقَالَ: إِن كنت أردْت شيني وعيبي، فسلبك الله الْإِسْلَام، وَأَقْبل على حَفْص فَقَالَ: ابتلاك الله فِي دينك ودنياك، وَأَقْبل على مليح فَقَالَ: لَا نفعك الله بعلمك.