إلى دار السلام، وأبى سبحانه أن يفتح لأحد منهم إلا على يديه، أو يقبل من أحد منهم سبباً إلا أن يكون مبتدأ منه ومنتهياً إليه، فالطرق كلها إلا طريقه - صلى الله عليه وسلم - مسدودة، والقلوب بأسرها إلا قلوب أتباعه المنقادة إليه عن الله محبوسة مصدودة، فحق على من كان في سعادة نفسه ساعياً، وكان قلبه حياً عن الله واعياً، أن يجعل على هذين الأَصْلَيْنِ يعني: [العلم والإرادة] مدار أقواله وأعماله وأن يصيرهما آخيّته التي إليها مفزعه في حياته. (?)
انظر كيف جعل شرف العلم تابعاً لشرف معلومه ثم بين لك هذا المعلوم وهو الحي الذي لايموت ثم دلّك على الوسيلة إليه وهو العلم الموروث عن عبده ورسوله فهذا غاية المطالب ونهاية المآرب وهو العلم الذي شمّر له الصادقون وَأَمّهُ المحبون.
وقد ذكر ابن القيم: أنه لابد للنفس من مراد محبوب لذاته لا تصلح إلا به ولا تكمل إلا بحبه وإيثاره وقطع العلائق عن غيره وأن ذلك هو النهاية وغاية مطلوبها ومرادها الذي إليه ينتهي الطلب فليس ذلك إلا الله الذي لا إله إلا هو. ثم قال عن طريق أهل الإيمان الذين عقلوا عن الله أمره ودينه وعرفوا مراده بما أمرهم ونهاهم عنه وهي أن نفس معرفة الله ومحبته وطاعته والتقرب إليه وابتغاء الوسيلة إليه أمر مقصود لذاته وأن الله