يوحي بعضهم إلى بعض القول المزخرف وهو المزيّن المحسّن يغرون به، والغُرور هو التلبيس والتمويه وهذا شأن كل كلام وكل عمل يخالف ماجاءت به الرسل من أمر المتفلسفة والمتكلمة وغيرهم من الأولين والآخرين ثم قال: {ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه} فأخبر أن كلام أعداء الرسل تصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة. (?)

وإذا كان الأمر هكذا فلا عجب أن يُصبغ الباطل في زماننا بزاهي الألوان وتُختار له زخارف الأقوال.

ذكر ابن القيم رحمه الله أن العبد إذا اعتاد سماع الباطل وقبوله أكْسبه ذلك تحريفاً للحق عن مواضعه فإنه إذا قَبِل الباطل أحبّه ورضيه فإذا جاء الحق بخلافه ردّه وكذّبه إنْ قدِر على ذلك وإلا حرّفه، وقال بعد كلام: فهؤلاء وإخوانهم من الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم فإنها لو طهرت لما أعرضت عن الحق وتعوضت بالباطل عن كلام الله تعالى ورسوله (?). انتهى.

ولذا فإن التعاليم في هذا الزمان والأعمال النظامية المستوردة تُعَوِّد الإنسان على سماع الباطل وقبوله بل وفعله، ونتائج ذلك ظاهرة واضحة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015