وقد قال بعض من عرف حقيقة هذه العلوم: إن هذه الثقافة الغربية على اختلاف ألوانها تسير في المسالك الفكرية التي وضعناها وتتحدد بالمعالم التي حدّدناها، فهي تُنكر الإله الخالق أوْ تغْفِله، وتنكر النبوات وتجحدها، وتنكر الحياة الخالدة الأخرى وجزاءها، وتحذفها من حسابها، وبالتالي لا تعتبر الفضائل ولا القِيَم الأخلاقية إلا في حدود تصوّرها.
فالفضائل وقائع وحوادث ومصالح ومنافع، وبذلك تنسف الثقافة الغربية الحديثة ولأول مرة في التاريخ صعيداً الْتَقَتْ عليه الإنسانية خلال قرون وأجيال ورصيداً تَوَارثته خلال العصور وهو صعيد الإيمان بالله الخالق الذي يلتقي عليه عباده وصعيد الفضائل والأخلاق وتراث النبوات المتعاقبة وتعاليمها الأخلاقية.
ولوْ أن الأمر كان مقصوراً على مجرد نظريات فلسفية لكانت الكارثة أخف وأهْون، ولكن النتيجة الخطيرة في عَوَاقبها هي أنه من هذه الأسس الفلسفية المشتركة للثقافة الغربية انطلقت جميع العلوم النظرية الإنسانية وانْبَعَثَتْ جميع الأنظمة الإجتماعية من أُسَرّية واقتصادية وسياسية وغيرها وإليكم بيان ذلك: