ولكن إذا بدا أن مثل هذا الأمل غير متيسر تحقيقه فحينئذ يصبح الأمل محصوراً في إصلاح التعليم اللاديني الذي ينافس الأزهر حتى يتاح له الانتشار والنجاح، وعندئذٍ فسوف يجد الأزهر نفسه أمام أحد أمرين: فإما أن يتطور، وإما أن يموت ويختفي) (?).
هذا الكلام الذي قاله (كرومر) يبين أن انحراف الأمة في التعليم هدف مقصود من قِبَل الأعداء لِعلمهم أنهم لا يقدرون على الأمة إذا لم تُدخل علومهم ولغاتهم وتتخلى عن الطريقة السلفية وقد مكروا مكرهم وحصل لهم مرادهم.
وإذا كان أهل الإسلام ضاعوا من هذا الوجه وهو الإندماج في علوم الأمم الكافرة فإن الكفار أنفسهم لا يرضون بهذا التخليط رغم كفرهم وانظر مايقوله بعضهم: يقول البروفسور كلارك: مهما قيل في تفسير المعارف فمما لا محيص عنه أنه سعي للاحتفاظ بنظرية سبق الإيمان بها، وعليها تقوم حياة الأمة وجهادها في سبيل تخليدها، ونقلها إلى الأجيال القادمة لذلك ليس من المعقول وليس من الجائز أن تستورد أمة شخصيتها ورسالتها، ولها عقائدها ومناهج حياتها، ولها طبيعتها ونفسيتها، ولها تاريخها وماضيها، ولها محيطها الخاص وظروفها الخاصة، ليس من المعقول أن نستورد نظاما تعليميا من الخارج، ولا أن نكل وظيفة التعليم والتربية