الكتاب مابعضه يكفي لبيان هذا الأمر.
خرج الحسن البصري من عند ابن هبيرة فإذا هو بالقراء على الباب، فقال: مايُجلسكم هاهنا تريدون الدخول على هؤلاء الخبثاء، أمَا والله ما مجالستهم بمجالسة الأبرار، تفرّقوا فرّق الله بين أرواحكم وأجسادكم، لقد لفحتم نعالكم وشمّرتم ثيابكم وجَزَزْتم شعوركم فضحتم القراء فضحكم الله.
أمَا والله لوْ زهدتم فيما عندهم لَرَغبوا فيما عندكم لكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم، أبْعد الله من أبْعد. انتهى
تأمل قوله: (أمَا والله لَوْ زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم، لكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم).
إنه كلام حكيم ولقد أُصيبت الأمة بالمقاتل لما أُهمل نصف هذه العبارة الأول وصار العمل على النصف الثاني.
قال الأوزاعي: العلم ماجاء عن أصحاب محمد، وما لم يجيء عنهم فليس بعلم. انتهى
هذا وزن العلماء فلينظر المغرور في علمه هل جاء عن أصحاب محمد أم من أين جاء؟
وهل في علم لا يعرفونه خير اسْتأثر به دونهم؟.