وقل له: كل عمل لابد فيه من شرطين لقبوله: وهما الإخلاص، والمتابعة، وأنت مفلس من هذا وهذا.
أما الإخلاص فيفسده عليك طلب الدنيا والرياسة وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ماذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه). (?)
فما الذي يخرجك من معنى الحديث ونحن لم نسمع ولا بواحد أصلح مجاناً، فالمنافسة على تحصيل المال الذي هو عوض متعجل ظاهرةٌ لا تخفى، ولو قُطِعَتْ هذه الأموال لتغيرت الأحوال كذلك الرياسة والتشييخ مما يتنافس عليه المتنافسون.
أما المتابعة فأمرها أظهر من الإخلاص لأنك تسير في طريق محدث، وما كان فيه من الأمور السلفية فلم يرد به وجه الله فهل تقول: إن هذا طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؟ يكذبك العلم المدوَّن والسِّيَر المشرقة النيرة، ولا يبقى معك إلا المكابرة والجدال بالباطل وهذه بضاعتك ومن ملئوا الأرض اليوم من أمثالك.