وكذلك عرّفهم من مكايد إبليس وطرقه التي يأتيهم منها ويحترزون به من كيده ومكره وما يدفعون به شره مالا مزيد عليه.

وبذلك أرشدهم في معاشهم إلى ما لو فعلوه لاستقامت لهم دنياهم أعظم استقامة، وبالجملة فقد جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخير الدنيا والآخرة بحذافيره ولم يجعل الله بهم حاجة إلى أحد سواه، ولهذا ختم الله به ديوان النبوة فلم يجعل بعده رسولاً لاستغناء الأمة به عمن سواه، إلى آخره. (?)

وياله من كلام نفيس ما أحسنه وأكمله، لكن قد يقول بعض الناس أو أكثر الناس اليوم في قول ابن القيم: وكذلك عرّفهم من مكايد الحروب ولقاء العدو وطرق الظفر به مالو عملوه وفعلوه لم يقم لهم عدو أبداً.

قد يقال: هذا يُشكل في زماننا وليس بالبيّن لتغير الأحوال لا سيما في هذا المجال فالجواب سهل ولله الحمد.

فأولاً: لو استمرت أحوال الأمة على ماتركهم عليه نبيهم - صلى الله عليه وسلم - لما قام لأعدائهم قائمة بمعنى أن تكون الأعداء على ماهي عليه اليوم من حالٍ بهرت عقول من لم يرفعوا بما جاء به نبيهم - صلى الله عليه وسلم - رأساً لأن هذا إنما جاء عقوبة التغيير والتبديل والانحراف عن سواء السبيل كما في الأثر: (إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015