ولا تستعيننَّ في حاجةٍ ... بمن يبتغي حاجةً مثلها
فينسى الَّذي كنت كلَّفته ... ويبدأ بحاجته قبلها
وقال آخر:
وإذا يصيبك والحوادث جمَّةٌ ... حدثٌ حداك إلى أخيك الأوثق
وقال أبو العتاهية:
اقض الحوائج ما استطع ... ت وكن لهمِّ أخيك فارج
فلخير أيَّام الفتى ... يومٌ قضى فيه الحوائج
وقال الحارثي:
وما روضةٌ علويَّةٌ أسديَّةٌ ... منمنمةٌ زهراء ذات ثرى جعد
سقاها النَّدى في غفلة الدَّهر نوءها ... فنوَّارها يهتز كالكوكب السَّعد
بأحسن من حرٍّ تضمَّن حاجةً ... لحرٍ فأوفى بالنَّجاح وبالرِّفد
قال عمر بن أبي ربيعة:
إنَّ لي حاجةً إليك فقالت ... بين أذني وعاتقي ما تريد
كان يقال: من بكر يوم السبت في حاجة، كان حقاً على الله قضاؤها.
قال بشار بن برد:
بكِّرا صاحبيَّ قبل السَّحور ... إنَّ جلَّ النَّجاح في التَّبكير
قالوا: من صبر على حاجة ظفر بها ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
اصبر على مضض الإدلاج في السَّفر ... وفي الرَّواح إلى الحاجات والبكر
لا تضجرنَّ ولا يعجزك مطلبها ... فالنُّجح يتلف بين العجز والقصر
إنِّي رأيت وفي الأيَّام تجربةٌ ... للصَّبر عاقبةً محمودة الأثر
وقلَّ من جدَّ في شيءٍ يطالبه ... واستصحب الصَّبر إلاَّفاز بالظَّفر
وقال محمد بن بشير:
إنَّ الأمور إذا انسدَّت مسالكها ... فالصَّبر يفتق منها كلَّ ماارتتجا
لا تيأسنَّ وإن طالت مطالبةٌ ... إذا استعنت بصبرٍ أن ترى فرجا
أخلق بذي الصَّبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
سأل عبد الرحمن بن حسان بن ثابت رجلاً حاجة فلم يقضها له، وسألها غيره فقضاها إليه فكتب هذه الأبيات:
ذممت ولم تحمد وأدركت حاجتي ... تولَّى سواكم أجرها واصطناعها
أبى لك كسب الحمد رأيٌ مقصِّرٌ ... ونفسٌ أضاق الله في الخير باعها
إذا هي حثَّته على الخير مرَّةً ... عصاها وإن همَّت بسوءٍ أطاعها
الإلحاح لا يصلح ولا يحمل إلا على الله عز وجل. قال مؤرق العجلي: سألت ربي حاجة عشرين سنة، فماانقضت لي ولا يئست منها.
قال أبو العتاهية:
في النَّاس من تسهل المطالب أح ... ياناً عليه وربَّما صعبت
ما كلُّ ذي حاجةٍ بمدركها ... كم من يدٍ لا تنال ما طلبت
من لم يسعه الكفاف معتدلاً ... ضاقت عليه الدُّنيا بما رحبت
وقال القطامي:
قد يدرك المتأنِّي بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزَّلل
كان بنو يربوع يوصون أولادهم، فيقولون: استعينوا على الناس في حوائجكم بالتثقيل فذلك أنجح لكم.
قال أبو نواس:
ولن يدرك الحاجات من حيث ينبغي ... من النَّاس إلاَّ المصبحون على رجل
وقال أشجع السلمي:
ليس للحاجات إلا ... من له وجهٌ وقاح
وابتكارٌ ودوامٌ ... وغدوٌّ ورواح
إن تكن أبطأت الحا ... جة عنِّي والسَّراح
فعليَّ الجهد فيها ... وعلى الله النَّجاح
وقال آخر:
هيبة الإخوان قاطعةٌ ... لأخي الحاجات عن طلبه
فإذا ماهبت ذا أملٍ ... مات ما أمَّلت من سببه
وقال آخر:
طلب الحوائج كلّها تغرير ... لا ترض معجزةً وأنت قدير
وقال دعبل بن علي الخزاعي:
جئتك مستشفعاً بلا سبب ... إليك إلاَّ بحرمة الأدب
فاقض ذمامي فإنَّني رجلٌ ... غير ملحٍّ عليك في الطَّلب
وقال آخر:
من عفَّ خفَّ على الصَّديق لقاؤه ... وأخو الحوائج وجهه مملول
وقال آخر:
وإذا هممت فأمض همَّك إنّما ... صلب الحوائج كلها تغرير
اختلف أبو العتاهية إلى الفضل بن الربيع في حاجة زماناً فلم يقضها له، فكتب إليه: