الرَّاوية للهجاء أحد الهجَّائين.
فصلٌ منه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لرجل أوصاه: " حافظ على العصرين ".
والعصران: الصبح والظهر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى البردين دخل الجنة ".
البردان: الغداة والعشي.
وقال بعضهم: الأبردان: الغداة والعشيّ.
الأيهمان: السّيل والحريق.
الأحمران: الذَّهب والزَّعفران.
الأسودان: التَّمر والماء.
الأطيبان: الأكل والجماع.
الأجوفان:الفم والفرج.
الأصغران: القلب واللسان.
الأكبران: الهمَّة واللُّب.
الأصمعان: الفهم الذكي والرأي الحازم.
الجديدان: اللَّيل والنَّهار وكذلك الملوان، وكذلك العصران، قال حميد ابن ثور الهلالي:
ولن يلبث العصران يوماً وليلةً ... إذا طلبا أن يدركا ما تيمَّما
وقال أبو بكر بن دريد:
إنَّ الجديدين إذا ما استوليا ... على جديدٍ أدنياه للبلى
وقال سليمان بن بطّال:
وتقلُّب الملوين بينهما الرَّدى ... إن لم يكن هذا يجيء به فذا
العمران: أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - هذا قول الأكثر.
كما قالوا: المكَّتان: مكَّة والمدينة.
والقمران:الشمس والقمر.
قال الفرزدق:
أخذنا بآفاق السَّماء عليكما ... لنا قمراها والنُّجوم الطَّوالع
لم يختلفوا أنه أراد الشمس والقمر.
وقال أبوعبيدة في قول قيس بن زهير.
جزاني الزَّهدمان جزاء سوءٍ ... وكنت المزء يجزي بالكرامة
أراد زهدماً وأخاه قيساً ابني محمد بن وهب من بني عبس بن بغيض، وقال أبو عبيدة: الزهدمان: زهدمٌ وكردم.
قال أبو عمر: الحجة في هذا قول الله عزّ وجلّ: " ولأبويه "، فالأبوان الأب والأم.
وقد قال قتادة: العمران: عمر بن الخطاب، وعمر بن عبد العزيز. والأول أشهر وأكثر.
لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بضرب عنق عقبة بن أبي معيط، فقال له: من للصِّبية يا محمد؟ قال: النَّار.
قال الأعمش: احذروا الجواب، فإن عمرو بن العاص قال لعديّ بن حاتم: متى فقئت عينك يا أبا طريف؟ قال: يوم طعنت في استك وأنت مولّ يوم صفين.
شهد أعرابّي بشهادة عند معاوية على شيء، فقال: كذبت. فقال: الكاذب والله مزمل في ثيابك. فتبسم معاوية وقال: هذا جزاء من عجل.
أنشد ابن الرِّقاع قصيدة يذكر فيه الخمر، فقال له معاوية: أما إني قد ارتبت فيك في جودة وصف الشراب، فقال: وأنا قد ارتبت بك في معرفته.
قال تميم بن نصر بن سيَّار لأعرابي: هل أصابتك تخمة قط؟ قال: أما من طعامك وشرابك فلا. قال عبد الملك بن مروان لبثينة: ما رجا منك جميل؟ قالت: ما رجت منك الأمَّة حين ملكتك أمرها.
قيل لبعضهم: صحبت الأمير فلانا إلى اليمن، فما ولاّك؟ قال: قفاه.
قيل لأعرابي: صف لنا النخلة. فقال: صعبة المرتقى، بعيدة المهوى، مهولة المجتنى، رهيبة الِّسلاح، شديدة المؤونة، قليلة المعونة، خشنة الملمس، ضئيلة الظل.
دخل معن بن زائدة على المنصور، فأسرع المشي وقارب الخطر، فقال له المنصور: كبرت سنُّك يا معن؟ قال: في طاعتك يا أمير المؤمنين. قال: وإنك مع ذلك لجلد. قال: على أعدائك يا أمير المؤمنين. قال: وإن فيك لبقية. قال: هي لك يا أمير المؤمنين.
دخل عديّ بن حاتم على معاوية، وعنده عبد الله بن عمرو، فقال له عبد الله: يا عديّ متى ذهبت عينك؟ قال: يوم مثل أبوك هارباً، وضرب على قفاه مولياً، وأنا يومئذ على الحق، وأنت وأبوك على الباطل.
قال المهديّ لجرير بن زيد: يا جرير إني لأعدُّك لأمر. قال جرير: إن الله قد أعدَّ لك منّي قلباً معقوداً بنصيحتك ويداً مبسوطة بطاعتك، وسيفاً مشحوذاً على عدوك، إذا ما شئت.
قالت جارية ابن السَّمَّاك له: ما أحسن كلامك إلا أنك تردده. قال: أردده حتى يفهمه من لم يكن فهمه. قالت: فإلى أن يفهمه من لم يكن فهمه يمله من فهمه.
قال الحسن لابن سيرين: تعبر الرؤيا كأنك من آل يعقوب. فقال ابن سيرين: وأنت تفسر القرآن كأنك شهدت التنزيل.
قال رجل لعمر بن الخطاب:أهلكنا النوم: فقال: بل أهلكتم اليقظة.
مرت أمة بسعيد بن المسيب وقد أقيم ليضرب، فقالت: يا شيخ! لقد أقمت مقام الخزي. فقال: بل من مقام الخزي فررت.