وقال يزيد بن أبي خبيب المتكلم ينتظر اللعنة، والمتصنَّت ينتظر الرحمة. ويقال: شر ما طبع الله عليه المرء، خلق دنيّ، ولسان بذيّ. وقالوا البذاء من النفاق.
وقال ابن القاسم: سمعت مالكاً يقول: لا خير في كثرة الكلام، واعتبر ذلك بالنساء والصبيان. إنما هم أبداً يتكلمون، لا يصمتون.
وقال الحسن لسان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد أن يتكلَّم فكَّر، فإن كان له قال، وإن كان عليه سكت، وقلب الجاهل من وراء لسانه.
قال نصر بن أحمد:
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل ... وكلّ امرئ ما بين فكَّيه مقتل
وكم فاتحٍ أبواب شرٍّ لنفسه ... إذا لم يكن قفلٌ على فيه مقفل
إذا ما لسان المرء أكثر هذره ... فذاك لسانٌ بالبلاء موكّل
إذا شئت أن تحيا سعيداً مسلَّماً ... فدبّر وميّز ما تقول وتفعل
قال صالح بن جناح:
أقلل كلامك واستعذ من شرّه ... إنّ البلاء ببعضه مقرون
واحفظ لسانك واحتفظ من غيّه ... حتّى يكون كأنَّه مسجون
وكِّل فؤادك باللِّسان وقل له ... إنّ الكلام عليكما موزون
فزناه وليك محكماً في قلّةٍ ... إنّ البلاغة في القليل تكون
قال الّلاحقي:
اخفض الصَّوت إن نطقت بليلٍ ... والتفت بالنَّهار قبل الكلام
قال آخر:
أرى الصَّمت خيراً من كلامٍ بمأثمٍ ... فكن صامتاً تسلم وإن قلت فاعدل
ولا تك في حقّ الإخاء مفرّطاً ... وإن أنت أبغضت البغيض فأجمل
ولا تعجلن يوماً بشرٍّ تريده ... وإذ ما هممت الدَّهر بالخير فاعجل
ألا إنّ تقوى الله خير مغبّةٍ ... وأفضل زاد الظَّاعن المتحّمل
وقال آخر:
عوّد لسانك قول الصِّدق تحظ به ... إنّ الِّلسان لما عوّدت معتاد
وقال الحكماء: إذا تمَّ العقل نقص الكلام، فضل العقل على المنطق حكمة، وفضل المنطق على العقل هجنة.
وقال عمرو بن العاص: زلّة الرجل عظم يجبر، وزلّة اللسان لا تبقي ولا تذر وقال أعرابي:
عثرات الِّلسان لا تستقال ... وبأيدي الرِّجال تجزي الرِّجال
فاجعل العقل للِّسان عقالاً ... فشراد اللِّسان داءٌ عضال
إنَّ ذمَّ اللِّسان مبقٍ على العر ... ض وبالقول تستبان الفعال
وقال غيره:
يموت الفتى من عثرةٍ بلسانه ... وليس يموت الرَّجل من عثرة الرِّجل
فعثرته من فيه ترمي برأسه ... وعثرته بالرِّجل تبرا على مهل
وقال منصور الفقيه:
واخرس إذا خفيت أمو ... ر الحقّ عنك عن الإجابة
فأقلّ ما يجزي الفتى ... بسكوته عزّ المهابة
وقال محمود الوراق:
ولفظك حين تلفظ في جميعٍ ... ولا تكذب مقدّمةٌ لفعلك
فزنه إن أردت القول وزناً ... وإلاَّ هدّ من أركان نبلك
وقال آخر:؟
ومن لاَّ يملك الشَّفتين يسخو ... بسوء الَّلفظ من قيلٍ وقال
كان يونس بن عبد الأعلى ينشد هذه الأبيات:
قد أفلح السَّاكت الصَّموت ... كلام واعي الكلام قوت
ما كلّ قولٍ له جوابٌ ... جواب ما تكره السكوت
ياعجباً لامرئ ظلومٍ ... مستيقنٍ أنّه يموت
الزوجة أحد الكاسبين، وقيل إصلاح المال أحد الكاسبين.
قلة العيال أحد اليسارين.
القلم أحد الِّلسانين.
الشيب أحد العسرين.
اليأس أحد النّجحين. ويقال: تعجيل اليأس أحد الظَّفرين.
حسن التَّقدير أحد الكسبين.
الَّلبن أحد الجبنين.
كثرة العيال أحد الفقرين.
المال أحد الجاهين.
الدُّعاء للسَّائل أحد العطاءين، وقيل: الرّد على السائل بالدّعاء إحدى الصَّدقتين.
العجيزة أحد الوجهين. وقيل: الشِّعر أحد الوجهين.
الشَّحم إحدى الحسنيين.
البياض أحد الجمالين. المرق أحد اللّحمين.
ملك العجين أحد الرَّيعين. قال عمر بن الخطاب: املكوا العجين إنه أحد الرَّيعين.
المبلِّغ أحد الشَّاتمين.
السامع للغيبة أحد المغتابين.