مقدمة فضيلة الشيخ
جمال الدين مغازي حفظه الله
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
ونحمد الله الذي منَّ على المؤمنين بأن بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، فهدى به من الضلالة، وبصَّر به من العماية، وفتح به قلوبا غلفا، وأعينا عميا، وآذانا صما، وشرح به الصدور، وأنار به القلوب، وأخرج الناس به من الظلمات إلى النور، مَن صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرًا.
أما بعد:
فهذا الكتاب الذي نشرف بأن نقدم له بذل فيه ولدنا الحبيب وائل (حفظه الله) جهدًا مشكورًا، عسى الله أن يتقبل منه، وإني لأنصح إخواني وأبنائي خاصة طلبة العلم أن يهتموا به تعلمًا وتعليمًا، وقد جربت تدريسه بعد صلاة الفجر، وكان أثره طيبًا ونافعًا بفضل الله (سبحانه وتعالى).
وغاية القول أن هذا الكتاب يفتح لك الأبواب إلى الإخلاص بتزكية النفس، وقد قال الله (عز وجل): {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها} [الشمس: 9، 10].
وهذا الباب صار مهجورًا عند أكثر الناس إلا من رحم ربي، فتركوا الاهتمام بأعمال القلوب، وهي هي من حيث أهميتها؛ إذ عليها مدار القبول ابتداء ...
فيا أيها الأحباب! اخلصوا تخلصوا.
وهذا كتاب يرسم لك دراسة جدوى لحياتك، من الميلاد إلى الممات، ومن اليقظة إلى المنام، ومن المنام إلى اليقظة.