بلاغات النساء (صفحة 97)

وقالت أيضاً:

وليس فيضٌ بفياض العطاء لنا ... لكن فيضاً لنا بالسلح فياض

ليث الليوث علينا باسلٌ شرس ... وفي الحروب هيوب الصدر حياض

قال فولدت من الفيض بنتاً فتزوجها الحجاج بن يوسف وكانت عند الحجاج قبلها أم أبان بنت بشير فقالت حميدة للحجاج:

إذا تذكرت نكاح الحجاج ... من النهار أو من الليل الداج

فاضت له العين بدمعٍ ثجاج ... واشتعل القلب بوجد وهاج

لو كان النعمان قتيل الإعلاج ... مستوى الشخص صحيح الأوداج

لكنت منها بمكان النساج ... قد أرجوا بعض ما يرجوا الراج

إن تنكحيه فملكاً ذا تاج

فقدمت حميدة على ابنتها زائرة فقال لها الحجاج يا حميدة إني قد كنت أحتمل مزاحك مرة فأما اليوم فلا وأنا على أهل العراق وهم قوم سوء فإياك فقالت سأكف حتى أرحل ويقال أن الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة ويقال بل خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة كان تزوج حميدة هذه قبل روح بن زنباع فقالت فيه:

نكحت المدني إذ جاءني ... فيا لك من نكحةٍ غاوية

له دفر كصنان التيوس ... أعيا على المسك والغالية

كهول دمشق وشبانها ... أحب إليّ من الجالية

فقال زوجها مجيباً لها

أسنا ضوء نار صخرة بالقفرة ... أبصرت أم تنصب برق

أية ما يكن فقد هاج للقلب ... اشتياقاً وأنه غير مبق

لسنا بين الحجون إلى الحرة ... في مغمرات ليلٍ وشرق

ساكنات العقيق أشهى ... إلى القلب من ساكنات دور دمشق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015