بلاغات النساء (صفحة 193)

وقالت أعرابية:

أيا رب لا تجعل شبابي وبهجتي ... لشيخ يعنيني ولا لغلام

فخبرت أن الشيخ يكره ريحه ... وفي بعض أخلاق الغلام عرام

ولكن لعباس نتا لحم زوره ... فروح لأوراك النساء حام

وأنشد للخنساء بنت التيحان تشوق إلى حجوش الخفاجي:

امنتذر قتلى أن العين آنست ... سنا بارق بالغور غور تهام

فلا زال منهل من الغيث رائح ... يقاد إلى اهل القضا بزمام

ليشرب منه حجوش ويشمه ... بعيني فطامي أغر شأمي

بنفسي وأهلي حجوش وكلد ... وأنيابه اللاتي جلا ببشام

ألا أن وجدي بالخفاجي حجوش ... بري الجسم مني فهو نضو سقام

يرى الناس أني قد وجدت بحجوش ... إذا جاء والمستأذنون نيام

فإن كنت من أهل الحجاز فلا تلج ... وإن كنت نجدياً فلج بسلام

فأهل الحجاز معشر قد نفيتهم ... وأهل الفضا قوم علي كرام

وقالت:

ان لنا بالشام لو نسطيعه ... خليلاً لنا باتيحان مصافياً

نعد له الأيام من حب ذكره ... ونحصى له يا تيحان اللياليا

فليت المطايا قد رفعنك مصعداً ... تجوب بأيدها الحزون الفيافيا

وقالت امرأة من كلب وجاورت بني رواحة العبسيين في حزم من قومها منتجعين ثم ظعنو عنها فتشوقت إلى محمد بن العلاء بن فرقد بن بسطام أحد بني رواحة:

سقى الله المنازل بين شرح ... وبين نواظر ديما رهاما

وأوساطا لشقيق شقيق عبس ... سقى ربي أجارعه الغماما

فلو كنا نطاع إذا أمرنا ... أطلنا في ديارهم المقاما

وليتني قبل بين الحي منهم ... دفنت بها ولاقيت الحماما

فاني لا أني ما عشت أهدي ... لها ولمن يحل بها السلاما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015