بلاغات النساء (صفحة 126)

يأخذ الفلذة من الخبز بمثلها من الحيس فيغمرها في اللبن فلما فرغ قال لها حاجتك فاني من أمير المؤمنين بمكان قالت كلأك يا أمير المؤمنين قال وما يدريك أني أمير المؤمنين قالت بشمائلك حين لفتك الريح مقبلاً قال أما إذا عرفت فاسألي قالت حلقي دوني نساء الحي أفلا تعمهم قال سلي في نفسك قالت صانك الله يا أمير المؤمنين أن تفحل وادياً يرف أعلاه ويقف أسفله قال نادي فيهم فنادت أمير المؤمنين بفنائكم فأتاه الاعراب بها فقضى حوائجهم وفضلها عليهم وحدثنا عبد الله بن شبيب قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عوف قال حدثني عيسى بن عبد الله العلوي قال لما نزل معاوية بن أبي سفيان وادي الكرى قال لغلامه ارحل لي جمل الصحوت وارحل معه من الابل ما يماسطه ففعل فركبه ورحل من أصحابه معه فلما خرج من القرية حاد عن الطريق فإذا بيوت من بيوت البادية فخش بينها فإذا امرأة بين سجفين حسناء جملاء فلما نظرت إليه قالت أمير المؤمنين ورب الكعبة قال لها أتعرفيني قالت نعم قال لها ممن أنت قالت من الذين قال شاعرهم:

هم دفعوا حلف الأحابيش عنوة ... وهم منعوا عنكم غواة بني بكر

قال أنت إذن من بني الحارث بن كنانة فما تقولين في بني بكر قالت أبغض صغيرها وكبيرها ولا اَمن غدرها وفجورها قال فهل عندك من قرى قالت نعم خبز فطير ولبن يمير وحيس خمير وماء هجير قال أخ أخ احضريني ما عندك فجاءت به فجعل يأكل من هذا مرة ومن هذا مرة ويخلط بينهما مرة وقال لها إني أرى لك عقلاً ورأياً وبياناً فهل لك أن تتبعيني فتدخلي بيني وبين امرأة من قريش أحبها قالت كم لك يا أمير المؤمنين أو كم أتى عليك قال ثلاث وستون سنة قالت أصبحت يا أمير المؤمنين تنظر في سنك فتسوءها وتنظر في ذات يدك فيسرها فهل عندك من شيء تريد الجماع قال نعم قالت لا حاجة بك إلى أحد يدخل بينك وبينها فذلك يرضيها عنك فأعطاها فأحسن ورحل وذكر ابن الأعرابي أن عمر بن الخطاب قال أيها الناس ماهذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015