بلاغات النساء (صفحة 125)

ممن يخوف بالوعيد ولا يردعه التهديد فلا تركنن إلى منابذته فالحزم في متاركته والحرب متلفة للعباد ذهابه بالطارف والتلاد والسلم أرخى للبال وأبقى لأنفس الرجال وبحق أقول لقد صدعت بحكم وما يدفع قولي إلا غير ذي فهم ثم أنشأت تقول:

أبي لا يرى أن يترك الدهر درعه ... وجدي يرى أن يأخذ الدرع من أبي

فرأي أبي رأي البخيل بماله ... وشيمة جدي شيمة الخائف الأبي

أحمد بن الحارث عن المدائني قال أجمع أهل ميسان للمسلمين وعليهم الفليكان فلقيهم المغيرة بن شعبة بالمرغاب فقالت ازده بنت الحارث بن كلدة للنساء إن رجالنا في نحر العدو ونحن خلوف ولا اَمن إن يخالفوا الينا وليس عندنا من يمنعنا وأخرى أخاف أن يكثر العدو على المسلين فيهزمونهم فلو خرجنا لأمنا مما نخاف من مخالفة العدو الينا ويظن المشركون أنا عدد ومدد أتى المسلمين فيكسرهم ذلك وهي مكيدة فأجبنها إلى ما رأت فاعتقدت لواء من خمارها واتخذت النساء رايات من خمرهن وامضين رأيهن ومضين وهي أمامهن وهي تقول يا ناصر الاسلام صفاً بعد صف أن تهزموا وتدبروا عنا نخف أو يغلبوكم يغمزوا فينا القلف قال فلما رأى العدو الرايات قالوا هذا عدد ومدد اتى العرب فانهزموا منهم اسماعيل بن مجمع أبو محمد قال قال المدائني عن مسلمة بن محارب قال حج معاوية بن أبي سفيان فأتى الحجفة أو الابواء هو وأبو سلمة الفهري فأتيا مياه بني كنانة حتى صارا إلى خباء بفنائه امرأة عشمة فقالا من القوم فقالت من الذين يقول لهم الشاعر:

هم منعوا جيش الأحابيش عنوة ... وهم نهنهوا عنها غواة بني بكر

قالا كوني ذهلية قالت ذهيلة كنت قالا هل من قرى قالت أي ها الله خبز خمير وحيس فطير ولبن يمير وماء نمير فنزلا بها فقدمت اليهما ما ذكرت فجعل معاوية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015