اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر:21 - 24]، اقرأ وتدبر .. ثم أبصر!

من أنت؟ .. نعم أنت هذا الإنسان الذي وجد نفسه -فجأة- في هذا الكون الفسيح، الممتد عرضه إلى حدود الغيب المجهول ..

كون عجيب وغريب. لم يستطع الإنسان المعاصر رغم ما اكتسب في مجال العلوم الكونية والفلكية والطبيعية، من معارف؛ أن يسبر أغواره الرهيبة، بل ها هو ذا ما يزال واقفاً على شاطئ الكون ينظر في حيرة: أين ترسو حدود الضفة الأخرى؟

فما المجرات والنجوم والكواكب وأفلاكها وفضاءاتها جميعاً -مما نرى وما لا نرى- إلا بطن السماء السفلى، الممتدة من تحت سبع سماوات! كما قال الله عز وجل في القرآن: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصافات:6]، وما الأرض من ذلك إلا كحلقة في فلاة! وأما باقي السماوات فذلك ما لا سبيل إلى إدراكه إلا بالإيمان!

وتنبعث الحياة في الإنسان .. ليسعى في الأرض وينظر إلى السماء، يتأمل ويتفكر، ليدرك في نهاية المطاف ألا حل لهذا اللغز الذي يطوق وجوده إلا برسالة تجئ من عالم الغيب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015