الصفا وخطب منذراً. فمن حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: يا صباحا! فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال: «أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟» قالوا: ما جربنا عليك كذباً. قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد!» قال أبو لهب: تبّاً لك. ما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد:1]» (?)، ثم استمر هذا المنهج في المسلمين بعد الهجرة، إذ صار منبره صلى الله عليه وسلم بمسجد المدينة رمزاً لمنهج السقي المروحي، داخل المسجد وخارجه.

وأما الأرقمية فقد كانت في المرحلة المكية تحتضن كل من أجاب الخطاب المنبري، فتجذره بتربة المجالس بدار الأرقم، أو بشعاب مكة وجبالها، فتلك المجالس هي التي آلت بعد الهجرة إلى المسجد؛ مجالسَ للذكر وصلوات، ذلك المنهاج النبوي الحق إن شاء الله. وإنما الموفق من وفقه الله.

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015