ذريته على مثال الذر وأقامهم بإزاء عرشه، وأراد منهم الإقرار فقال لهم: من أنا؟
فقالوا: أنت «الله الذي لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك» فأمر الله القلم:
اكتب «وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلّا هو العزيز الحكيم» «1» .
أبو الحسن وقيل أبو الحسين الخرقي، كان له اختصاص بالمتقي لله قبل أن يلي الخلافة فلما وليها خلع عليه، وولاه قضاء مصر والشامات جميعها والحرمين، ومرّ في الشارع والجيش معه، وكان المتقي يشاركة في الرأي ويقبل مشورته، وسيره في رسائل عدة منها أنه كان قدم مع المتقي الى الرقة حين قدمها وقد جرى له ما جرى مع توزون، فسيره المتقي رسولا الى حلب الى الإخشيذ أبي بكر محمد ابن طغج، فقدم عليه حلب يسأله أن يسير إليه (146- ظ) ليجتمع معه بالرقة ويجدد العهد به، ويستعين به على نصرته ويقتبس من رأيه، ولما وصل أبو الحسن الى حلب تلقاه الإخشيذ وأكرمه وأظهر السرور، والمتعة بقرب المتقي، وسار الإخشيذ الى المتقي الى الرقة، فأكرمه وكناه، وخاطبه بأبي بكر، وسنذكر ذلك في ترجمة الإخشيذ إن شاء الله تعالى.
أنبأنا أبو روح عبد المعز الهروي عن زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو القاسم البندار عن أبي أحمد المعرىء قال: أخبرنا أبو بكر الصولي إجازة قال في حوادث سنة ثلاثين وثلاثمائة: وصرف القضاة عن الجانبين ببغداد، وتقلد القضاء بهما أبو الحسين أحمد بن اسحاق الخرقي لأربع بقين من شهر ربيع الآخر، وخلع عليه في يوم خميس ونزل في جامع الرصافة، وقرأ عهده «2» .
وقال أبو بكر الصولي في حوادث سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة قال: ووجه المتقى لله أحمد بن عبد الله بن اسحاق القاضي من الرقة الى الأمير توزون ليؤكد الأيمان عليه ويجددها، ووافقه على شرائط اشترطها عليه المتقي لله، وأشهد عدو له