وقال بعضهم أول من قطع الدرب عمير بن سعد (259- ظ) «1» ....

بيد الروم وبعض قد خربت وكانت طرسوس ومدنها خلف هذه الكورة، وبالس رأس الحد من قبل الرقة عامرة، وقنسرين مدينة قد خف أهلها.

قال البشاري: فان قال قائل: لم جعلت قصبة الكورة حلب وهاهنا مدينة على اسمها؟ قيل له: قد قلنا ان مثل القصبات كالقواد والمدن كالجند، ولا يجوز أن تجعل حلب على جلالتها وحلول السلطان بها، وجمع الدواوين اليها، وأنطاكية ونفاستها، وبالس وعمارتها، أجنادا لمدينة خربة صغيرة. «2» .

وسير الي القاضي بهاء الدين أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب أوراقا بخطه ذكر لي أنه نقلها من خط الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة فنقلت منها ما صورته: كانت حلب في أول الاسلام الى أخر ملك بني أمية مضافة الى قنسرين ومعدودة من أعمالها، ولذلك قل ذكرها في الاخبار عن ذلك الزمان، ثم تدرجت في العمارة وقنسرين في الخراب حتى صارت مضافة الى حلب في أيام بني العباس، ووليها لهم جماعة من الهاشمين وخاصة بنو صالح بن علي بن عبد الله ابن عباس.

فهذه المدن والثغور التي أوردنا ذكرها في هذا الفصل هي شرط كتابنا هذا، وقد بينا أنها من أعمال حلب، وان وقع الاختلاف في بعضها، فلا بد من ذكرها في هذا الكتاب، وذكر ماورد فيها، وذكر من دخلها أو اجتاز بها، أو كان من أهلها ان شاء الله تعالى (260- و) .

.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015