وتعاطوا الامور المنكرات، فضعف أمر لثغور واختل ووهى عقد نظامها وانحل، فجرى ما ذكرناه في باب طرسوس، وحل بالمسلمين من أعداء الله الشدة والبؤس.

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: قرأت على الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي زروان قال:

حدثنا (259- و) عبد الوهاب بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن عمير قال: حدثنا أبو عامر موسى بن عامر قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: وحدثني عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر وغيره أن الناس كانوا يجتمعون بالجابية لقبض العطاء وإقامة البعوث من أرض دمشق في زمن عمر وعثمان، حتى نقلهم الى معسكر دابق معاوية ابن أبي سفيان لقربه من الثغور. «1» .

وقد ذكرنا في الباب المتقدم أن أول من أدرب من المسلمين خالد بن الوليد من جهة الشام وعمرو بن مالك وعبد الله بن المعتم من جهة الجزيرة، فهي أول مدربة كانت في الاسلام سنة ست عشرة فيما رواه سيف بن عمر، وقيل أول من أدرب الاشتر مالك بن الحارث في ثلاثمائة فارس، وألحقه أبو عبيدة بميسرة بن مسروق العبسي في ألفي فارس على ما رويناه أيضا في الباب المتقدم عن أبي اسماعيل محمد بن عبد الله البصري ومحمد بن عائذ.

وذكر البلاذري في كتاب البلدان قال: وقد اختلفوا في أول من قطع الدرب، وهو درب بغراس، فقال بعضهم: قطعه ميسرة العبسي، وجهة أبو عبيدة بن الجراح فلقي جمعا للروم ومعهم مستعربة من غسان وتنوخ واياد يريدون اللحاق بهرقل، فأوقع بهم، وقتل منهم مقتله عظيمة، ثم لحق به مالك الاشتر النخعي مددا من قبل أبي عبيدة وهو بأنطاكية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015