فإذا خرجنا فانهزموا بها؛ وقال المسلمون لأبي عبيدة ارتحل أهل الجزيرة، وقد ندم أهل قنسرين ووعدوا من أنفسهم بتجنب الحرب فاخرج بنا، وخالد ساكت (252- و) فقال: مالك يا خالد لا تتكلم؟ فقال: قد عرفت الذي قلته ورأيي فلم تسمع من كلامي، قال: فتكلم فإني أسمع منك وأطيعك، قال: فاخرج بالمسلمين فإن الله قد نقص من عدتهم، وبالعدد يقاتلون، وإنما نقاتل منذ أسلمنا بالنصر فلا تخفك كثرتهم.
وقال السري: حدثنا شعيب قال: حدثنا سيف عن أبي عثمان.. بن أسيد الغساني عن ... عمرو ... عن الربيع بن النعمان النصري عن ... بن النضر ابن علقمة النضري (فجمع أبو عبيدة الناس) فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس (إن هذا يوم له ما بعده، أما من حيي منكم فإنه يصفو له ملكه وقراره، وأما من مات منكم فإنها الشهادة فأحسنوا بالله الظن، ولا يكرهن إليكم الموت أمرا افترضه) أحدكم دون الشرك توبوا الى الله (وتعرضوا للشهادة، فإني أشهد وليس) أوان الكذب، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من (مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة «1» ) (وكانما كان الناس في عقل فنشطت) ، فخرج بهم وخالد على الميمنة (وعباس) على الميسرة، وأبو عبيدة في القلب وعلى باب المدينة معاذ بن جبل (فاجتلدوا بها) وبينما هم كذلك إذ قدم القعقاع (متعجلا) في مائة وانهزم أهل قنسرين بالروم، فاجتمع القلب والميمنة على قلبهم وقد انكسر أحد (جناحيه) وأوعبوا المدد فما أفلت منهم مخبر وذهبت الميسرة على وجهها، وكان آخر من أصيب منهم بمرج الديباج (انتهوا إليه (252- ظ) فكسروا سلاحهم وألقوا يلامقهم «2» تخفيفا) فأصيبوا وتغنموا.
ولما ظفر المسلمون جمعهم أبو عبيدة فخطبهم وقال: لا تتكلوا ولا (تزهدوا في) الدرجات، فلو علمت أنه سيبقى منا أحد لم أحدثكم بذلك الحديث، وتوافى إليه آخر أهل الكوفة في ثلاث من يوم الوقعة.
وقال: حدثنا السّسري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم قال: حدثنا