قال: وأقبل خالد في طلب الروم في وجهه هذا الذي قدّمه فيه أبو عبيدة بين يديه من حمص حتى دخل في أهل قنسرين فانتهى الى حلب فتحصن أهل حلب منه فأقام حتى لحقه أبو عبيدة حتى نزل، فتهيأ لهم أيضا، فطلبوا الى المسلمين الصلح والأمان، فقبل منهم أبو عبيدة، وكتب لهم كتابا أمانا.

قالوا: ثم طلب إلى أبي عبيدة الأشتر مالك بن الحارث أن يبعث معه خيلا حتى يتبع آثار الروم: فإن عندي غناء وحزما، فقال: والله إنك لخليق لكل خير، فبعثه في ثلاثمائه فارس، وقال له: لا تبعد في الطلب وكن مني قريبا، فكان يغير منه على مسيرة اليوم أو بعض اليوم، ثم إن أبا عبيدة دعا ميسرة بن مسروق العبسي فبعثه في ألفي فارس، فمر على قنّسرين وذكر إدرابه، ثم قال: وأقام أبو عبيدة حتى قدم عليه ميسرة وكتب أمانا وصلحا لأهل قنسرين، ثم نادى في الناس للرحيل إلى إيلياء، وقدم خالد بن الوليد بين يديه وأبو عبيدة يسير راجعا حتى انتهى إلى حمص.

قالوا: فبعث حبيب بن ميسرة القرشي إلى أرض قنسرين، وأرض قنسرين إذ ذاك مجموعة لصاحب حمص، وإنما أحدثت قنسرين وفرقت بعد ذلك في إمارة يزيد بن معاوية ليقيم بها.

وأنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي إجازه عن أبي القاسم إسماعيل ابن أحمد السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد (251- و) بن محمد بن عبد الله بن النفور البزاز قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر عن أبي عثمان قال:

وكان صلح حمص على أنصاف دورهم، وعلى أن يترك لهم المسلمون أموال الروم وبنيانهم لا ينزلون عليهم، فتركوه لهم.

قال: فصالح بعضهم على صلح دمشق على دينار وطعام على كل جريب، أبدا أيسروا أو أعسروا، وصالح بعضهم على قدر طاقته من زاد ملكه زيد عليه وإن نقص نقص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015