دع عنك ذكر زمان فات مطلبه ... وأقذف برجلك عن متن الجهالات

واقصد بكل مديح أنت قائله ... نحو الهداة بني بيت الكرامات «1»

فقال المأمون: انه وجد والله مقالا، فقال: ونال من بعيد ذكرهم ما من غيرهم لا ينال، قال: ثم أنشد له المأمون في بعض غنيّاته:

وقائلة لما استمرت بي النوى ... ومحجرها فيه دم ودموع

ترى بعد هذا اللذين تحملوا ... إلى بلد فيه الشجيّ رجوع

فقلت: ولم أملك سوابق عبرة ... نطقن بما ضمت لهن ضلوع

«2» قال فكم دار تفرق شملها ... وشمل شتيت عاد وهو جميع

كذاك الليالي صفوهن كما ترى ... لكل أناس جذبة وربيع «3»

يا قاسم ما عرضت على سفر إلّا هيأت هذه الأبيات مخاطبة لي، ونصبا بين عيني ومحدثة لي في أوبتي ومسلية عن فرقتي، ان الفهيم اذا فهم المعنى استحسن وان المستغلق اذا لم يفهمه استبرمه.

أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد المروزي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا المبارك بن علي الشمري- بقراءتي عليه- قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري البندار- إملاء بجامع المنصور- قال: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ قال: حدثنا (335- و) أبو طاهر بن أبي هاشم قال: حدثنا اسماعيل بن يونس قال: حدثنا أبي يونس بن ياسين قال: سمعت المعتصم يقول لابن أبي دؤاد: مالي أراك منحرفا عن دعبل، هو ابن علي الخزاعي الشاعر، اني ليعجبني من شعره أشياء حسنة من ذلك قوله:

إنّ القليل الذي يأتيك في دعة ... هو الكثير فاعف النفس من تعب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015