فلا تحسبوا أن المعالي رخيصة ... ولا أن إدراك العلى هين سهل

فما كل من يسعى الى المجد مدركا ... ولا كل من تهوى العلى نفسه تعلو

وفوق سرير المجد من آل صالح ... فتى ما له عن شغله بالعلى شغل

له نصل سيف يقطع الهام حدّه ... وأقطع منه حامل النصل لا النصل

إذا سله سل العزيمة قبله ... فلم يدر أي الصارمين له الفعل

فتى خلقه خلق الغمام فعنده ... لطالبه إما الوبال أو الوبل «1»

أبا صالح حلمتني كل منّة ... فرفقا بما تسدي فقد ثقل الحمل

نظمت لك الدّر الذي ليس مثله ... وأنت الذي ما في الملوك له مثل

(253- و)

بلوت القوافي عند من لو بلوته ... بغير القوافي لابتهجب بما تبلو

وكادت قوافي الشعر لما دعوتها ... اليك توافي قبل أن وافت الرسل

لك الفضل لا للغيث انك ... دايم وما دام سحّ للغيوث ولا هطل

وهبت لغالي المدح ما لك كله ... كأنك لا يغلو عليك الذي يغلو

وأنت الذي لولاك لم يعرف العدل «2» ... وأنت الذي لولاك لم يعرف الندى

عوجا نحييّ ربوعا غير أدراس ... بين اللوى وهضاب الأرعن الراسي

الى الأبارق حيث العين راتعة ... من الحمى بين أنقاء وأدهاس

سقى الديار بحيث ألخبت من هجر ... شؤبوب كل ملث الوبل رجاس «3»

ديار ناس صحبناهم بها زمنا ... يا حبذا ناس تلك الدار من ناس

إن أوحشوني فما أنسى بقربهم ... أنسى فأمزج ايحاشي بإيناسي

يا صاحبي أبرق لاح مبتسما ... من دون شماء أم مشكاة نبراس

أم نحن لما جعلنا قصدنا حلبا ... بدا لنا النور من وجه ابن مرداس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015