فقصّر بذكر "السهاد"؛ لأنه أراد اليقظة ليطابق بها النوم فأخطأ؛ إذ ليس كل يقظة سهادا، وإنما السهاد امتناع الكرى في الليل، وأما المستيقظ بالنهار فلا يسمى ساهدا. وكقول البحتري:
وإذا تألق في الندى كلامه المصـ ... ـقول خلت لسانه من عضبه1
وقول أبي الطيب:
كأن ألسنهم في النطق قد جعلت ... على رماحهم في الطعن خرصانا2
فإن أبا الطيب فاته ما أفاده البحتري بلفظي "تألق" و"المصقول" من الاستعارة التخييلية3. وكقول الخنساء:
وما بلغ المهدون للناس مِدْحة ... وإن أطنبوا إلا وما فيك أفضل4
وقول أشجع:
وما ترك المُدَّاح فيك مقالة ... ولا قال -إلا دون ما فيك- قائل5