وإن اختلفا في هيئات الحروف1, سمي مُحَرَّفا.
ثم الاختلاف قد يكون في الحركة فقط، كالبُرد والبَرد في قولهم: "جُبَّة البُرد جُنَّة البَرد" وعليه قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ، فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ} [الصافات: 72, 73] قال السكاكي2: وكقولك: "الجهول إما مفرِط أو مفرِّط"، والمشدد في هذا الباب يقوم مقام المخفف نظرا إلى الصورة، فاعلم3.
وقد يكون في الحركة والسكون؛ كقولهم: "البدعة شَرَك الشرك".
وقول أبي العلاء:
والحسن يظهر في بيتين رونقه ... بيت من الشِّعر أو بيت من الشَّعر4
الجناس الناقص:
وإن اختلفا في أعداد الحروف فقط5؛ سمي ناقصا، ويكون ذلك على وجهين:
أحدهما: أن يختلفا بزيادة حرف واحد في الأول؛ كقوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ، إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة: 29, 30] ، أو في الوسط؛ كقولهم: "جدي جهدي"6. أو في الآخر كقول أبي تمام: