تقول وفي قولها حشمة: ... أتبكي بعين تراني بها

فقلت: إذا استحسنت غيركم ... أمرت الدموع بتأديبها1

وذلك أن العادة في دمع العين أن يكون السبب فيه إعراض الحبيب أو اعتراض الرقيب، ونحو ذلك من الأسباب الموجبة للاكتئاب، لا ما جعله من التأديب على الإساءة باستحسان غير الحبيب.

وأما الثالث2 فكقول مسلم بن الوليد:

يا واشيا حسنت فينا إساءته ... نجّى حذارك إنساني من الغرق3

فإن استحسان إساءة الواشي ممكن، لكن لما خالف الناس فيه عقّبه بذكر سببه، وهو أن حذاره من الواشي منعه من البكاء، فسلم إنسان عينيه من الغرق في الدموع، وما حصّل ذلك فهو حسن.

وأما الرابع4 فكمعنى بيت فارسي ترجمته:

لو لم تكن نية الجوزاء خدمته ... لما رأيت عليها عقد منتطق5

فإن نية الجوزاء خدمته ممتنعة6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015