مغرم بالثناء صَبّ بكسب المجد ... يهتز للسماح ارتياحا
لا يذوق الإغفاء إلا رجاء ... أن يرى طيف مستميح رَوَاحا1
وكأن تقييده بالرواح ليشير إلى أن العفاة إنما يحضرون له في صدر النهار على عادة الملوك، فإذا كان الرواح قلوا؛ فهو يشتاق إليهم، فينام ليأنس برؤية طيفهم. وأصله من نحو قول الآخر:
وإني لأستغشي وما بي نَعْسة ... لعل خيالا منك يلقى خياليا2
وهذا غير بعيد أن يكون أيضا من هذا الضرب، إلا أنه لا يبلغ في الغرابة والبعد عن العادة ذلك المبلغ، فإنه قد يتصور أن يريد المُغْرَم المتيم إذا بعد عهده بحبيبه أن يراه في المنام، فيريد النوم لذلك خاصة.
ومن لطيف هذا الضرب قول ابن المعتز:
قالوا: اشتكت عينه، فقلت لهم: ... من كثرة القتل نالها الوَصَب
حمرتها من دماء من قتلت ... والدم في النصل شاهد عجب3
وقول الآخر:
أتتني تؤنبني بالبكا ... فأهلا بها وبتأنيبها