والثاني: استيفاء أقسام الشيء بالذكر؛ كقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 32] ، وقوله تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا} [الشورى: 49, 50] .

ومنه ما حُكي عن أعرابي وقف على حلقة الحسن1 فقال: "رحم الله من تصدق من فضل، أو آسى من كَفَاف، أو آثر من قوت" فقال الحسن: "ما ترك لأحد عذرا". ومثاله من الشعر قول زهير:

وأعلم علم اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عمي2

وقول طريح:

إن يعلموا الخير يُخفوه وإن علموا ... شرا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا3

وقول أبي تمام في الأفشِين4 لما أُحرق:

صلى لها حيا وكان وقودها ... ميتا ويدخلها مع الفجار5

وقول نصيب:

فقال فريق القوم: لا، وفريقهم: ... نعم، وفريق: لَيْمُنُ الله ما ندري6

فإنه ليس في أقسام الإجابة غير ما ذُكر.

وقول آخر:

فهَبْها كشيء لم يكن، أو كنازح ... به الدار، أو من غيّبته المقابر7

طور بواسطة نورين ميديا © 2015