فيها معالم للهدى ومصابح ... تجلو الدجى والأخريات رجوم1
وإما على غير ترتيبه، كقول ابن حيوس:
كيف أسلو وأنتِ حِقْف وغصن ... وغزال لَحْظا وقَدّا ورِدْفا2
وقول الفرزدق:
لقد خنت قوما لو لجأت إليهم ... طريد دم أو حاملا ثِقْل مغرم3
لألفيت فيهم معطيا أو مطاعنا ... وراءك شَزْرا بالوشيج المقوَّم4
والثاني5 كقوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة: 111] ؛ فإن الضمير في "قالوا" لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، والمعنى: وقالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا، والنصارى: لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى، فَلَفّ بين القولين5 ثقة بأن السامع يردّ إلى كل فريق قوله، وأمنا من الإلباس؛ لِمَا عُلم من التعادي بين الفريقين، وتضليل كل واحد منهما لصاحبه.