التشبيه البعيد الغريب:

والبعيد الغريب؛ وهو ما لا يُنتقل فيه من المشبه إلى المشبه به إلا بعد فكر؛ لخفاء وجهه في بادئ الرأي، وسبب خفائه أمران:

أحدهما: كونه كثير التفصيل؛ كما سبق من تشبيه الشمس بالمرآة في كف الأشل1؛ فإن ما ذكرناه من الهيئة2 لا يقوم في نفس الرائي للمرآة الدائمة الاضطراب إلا أن يُستأنف تأملا، ويكون في نظره متمهِّلا.

والثاني: نُدُور حضور المشبه به في الذهن: إما عند حضور المشبه؛ لبعد المناسبة بينهما، كما تقدم من تشبيه البنفسج بنار الكبريت3، وإما مطلقا؛ لكونه وهميا، أو مركبا خياليا، أو مركبا عقليا، كما مضى من تشبيه نصال السهام بأنياب الأغوال4، وتشبيه الشقيق بأعلام ياقوت منشورة على رماح من الزبرجد5، وتشبيه مثل أحبار اليهود بمثل الحمار يحمل أسفارا6؛ فإن كلا سبب لندرة حضور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015