تعيين بعضهم فاضلا وبعضهم أفضل منهم، كما أن الحلقة المفرغة لتناسب أجزائها يمتنع تعيين بعضها طرفا وبعضها وسطا1. هكذا نسبه الشيخ عبد القاهر إلى من وصف بني المهلب2، ونسبه الشيخ جار الله العلامة3 إلى الأنمارية، قيل: هي فاطمة بنت الخرشب سُئلت عن بنيها: أيهم أفضل؟ فقالت: عُمارة، لا، بل فلان، لا، بل فلان، ثم قالت: "ثكلتُهم إن كنت أعلم أيهم أفضل4؛ هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها".
وأيضا منه ما لم يذكر فيه وصف المشبه ولا وصف المشبه به5 كالمثال الأول6.
ومنه ما ذكر فيه وصف المشبه به وحده كالمثال الثاني7، ونحوه قول زياد الأعجم:
وإنا وما تُلقِي لنا إن هجوتنا ... لكالبحر مهما تُلقِ في البحر يغرق8
وكذا قول النابغة الذبياني:
فإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب9
ومنه ما ذكر فيه وصف كل واحد منهما، كقول أبي تمام:
صدفت عنه ولم تَصدِف مواهبه ... عني وعاوده ظني فلم يَخِب10
كالغيث إن جئته وافاك رَيِّقه ... وإن ترحّلت عنه لَجّ في الطلب11