أقسام التشبيه باعتبار طرفيه:
وأما تقسيم التشبيه: فباعتبار طرفيه أربعة أقسام:
الأول: تشبيه المفرد بالمفرد:
وهو ما طرفاه مفردان: إما غير مقيدين، كتشبيه الخد بالورد ونحوه، وعليه قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} 2.
فإن قلت: ما وجه الشبه في الآية؟ قلت: جعله الزمخشري حسيا، فإنه قال: "لما كان الرجل والمرأة يعتنقان، ويشتمل كل واحد منهما على صاحب في عناقه؛ شبه باللباس المشتمل عليه، قال الجعدي:
إذا ما الضجيع ثنى عطفها ... تثنت فكانت عليه لباسا3
وقيل: شبه كل واحد منهما باللباس للآخر؛ لأنه يصونه من الوقوع في فضيحة الفاحشة، كاللباس الساتر للعورة4.
وإما مفردان مقيدان5 كقولهم لمن لا يحصل من سعيه على شيء: "هو كالقابض