مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] .
ومنها التقرير1: ويُشترط في الهمزة أن يليها المقرَّر به2 كقولك: أفعلتَ؟ إذا أردتَ أن تقرره بأن الفعل كان منه، وكقولك: "أأنت فعلت؟ " إذا أردت أن تقرره بأنه الفاعل. وذهب الشيخ عبد القاهر والسكاكي3 وغيرهما إلى أن قوله: {أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 62] من هذا الضرب. قال الشيخ4: لم يقولوا ذلك له -عليه السلام- وهم يريدون أن يُقر لهم بأن كسر الأصنام قد كان، ولكن أن يقر بأنه منه كان، وكيف وقد أشاروا له إلى الفعل في قولهم: {أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا} وقال عليه السلام: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} ولو كان التقرير بالفعل في قولهم: {أَأَنْتَ فَعَلْتَ} لكان الجواب: "فعلتُ أو لم أفعل"5.
وفيه نظر؛ لجواز أن تكون الهمزة فيه على أصلها6؛ إذ ليس في السياق ما يدل على أنهم كانوا عالمين بأنه -عليه السلام- هو الذي كسر الأصنام، وكقولك: "أزيدا ضربتَ؟ " إذا أردت أن تقرره بأن مضروبه زيد.